أجنحة المكر الثلاثة
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الثامنة
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
وقد اهتمّ أعداء الإسلام باستخدام هذه الوسيلة اهتمامًا عظيمًا، لصدّ الناس عن الإسلام، وتنفير أبناء المسلمين منه، وتقبيح صورة الإسلام في أفكارهم ونفوسهم.
والسبب في ذلك أن أعداء الإسلام قد عرفوا حقًا قوة الإسلام، وقدرته على الانتشار والاتساع وما فيه من حق غلاب، ذي سطوة على الأفكار والنفوس، وما فيه من ملاءمة للفطرة الإنسانية، وملاءمة للمصالح البشرية التي تكشفها التجربة الطويلة.
ويستخدم الغزاة للوصول إلى هذا التشويه ما يلي:
أ- التشكيك بالحق، عن طريق زخرف القول.
ب- إلقاء الشبهات، وتوجيه المطاعن افتراءً وزورًا.
جـ- المغالطات الجدلية التي تعتمد على الأكاذيب والتزييفات وحيل التحريف والإيهام وكتم الحق وتلبيس الحق بالباطل وحيل إظهار بعض الأمر وإخفاء بعضه.
إلى غير ذلك من أمور.
الوسيلة الثانية:
محاربة اللغة العربية الفصحى واللغات الإسلامية الأخرى ومحاولة طمس علومها وآدابها بمختلف الوسائل بغية صرف المسلمين عن مصادر التشريع الإسلامي وسائر التراث الإسلامي وبغية تجزئة المسلمين.
وقد اتخذت هذه المحاربة صورًا ماكرة متعددة، استخدم فيها أسلوب النصيحة حينًا والتسلل بما يُسمّى "علم اللغات العامة" حينًا آخر، وهذا التسلل دخل إلى الدراسات الجامعية.
وظهرت هذه المحاربة في الدعوة إلى إحلال اللهجات العامية محل العربية الفصحى، أو التعديل في قواعدها وقوانينها، أو تبديل كتابتها إلى الحرف اللاتيني، أو التعديل في طريقة كتابتها.
1 / 48