أجنحة المكر الثلاثة
الناشر
دار القلم
الإصدار
الثامنة
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
ومن أمثلة ذلك الفتن الطائفية التي أشعلوا نيرانها في النصف الثاني من القرن العشرين في لبنان، والفتن التي يوقدون نيرانها في الهند.
وإلى جانب هذه الأعمال التي سجلها التاريخ على المستعمرين، تقدم لنا السجلات حشدًا كبيرًا من أقوال المبشرين والمستشرقين، الدالة على اهتمام الأجنحة الثلاثة بالتسديد على هذا الهدف الخطير، فمن أقوالهم الكثيرة ما يلي:
١_ يقول "لورانس براون" وهو أحد زعماء المبشرين، في كتابه "الإسلام والإرساليات": "إذ اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرًا، وأمكن أن يصبحوا نعمة له أيضًا، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا قوة ولا تأثير".
٢_ ويقول القسيس "كالهون سيمون" وهو أحد زعماء المبشرين: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السود، وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوربية، ولذلك كان التبشير عاملًا مهمًا في كسر شوكة هذه الحركات، ذلك لأن التبشير يعمل على إظهار الأوربيين في نور جديد جذاب، وعلى سلب الحركة الإسلامية من عنصر القوة والتمركز فيها".
وعلى هذا النسق تسير أقوالهم التعليمية، ونصائحهم، وتوجيهاتهم، وتوصياتهم، لعناصر العمل في مؤسساتهم وجمعياتهم، وللقوى العسكرية والسياسية الاستعمارية، وذلك لتلتقي الأجنحة المختلفة المهمات على هدف تفتيت وحدة المسلمين، وتجزئة دولهم إلى دويلات صغيرة لا حول لها ولا طول، مع تمكين الخلاف والفرقة بينها، وإثارة النعرات القومية والإقليمية والطائفية والمذهبية، وشحنها بالمقدار المدمر من الحقد والكراهية والبغضاء، ومدها بمختلف عناصر الخلاف وتباين المصالح.
(٤) دسائس وألاعيب استعمارية لتمزيق وحدة المسلمين
جاء في كتاب (الحياة السرية للورنس العرب) ما يلي:
"ذكر الكولونيل لورنس في تقريره الذي رفعه إلى المخابرات البريطانية في
1 / 315