استقام له الأمر وكان مثالا نادرا في زهده وحلمه وتواضعه فقد كان يحمل حاجياته من السوق بنفسه ولا يجيز لنفسه ولا لأولاده أن يحمل حاجياته في دواب بيت المال إلا بأجر، وكان عليه السلام كثير الورع والتقشف، متصوفا زاهدا، يجالس الفقراء والمساكين، يرد الهدايا والوصايا إلى بيت المال، وكان يتولى بنفسه حراسة بيت المال ويقسم بيده الأموال للجند، وكان يرفع من شأن العلماء والصالحين وهو مع كل هذا ومع تفرغه لحل قضايا المتظلمين فقد كان غزير الدمعة كثير البكاء، دائم الفكر، كثير العبادة إلى أن توفاه الله تعالى يوم عرفة 411ه وصلى عليه الإمام مانكديم يوم الأضحى بمدينة لنجا(1).
صفحة ٧٦