هو حفيد الإمام عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن سبط رسول الله ، والإمام عبد الله بن موسى بن عبد الله من أفاضل أهل البيت وأعلمهم، وأحد أكابر أهل البيت الذين اجتمعوا في دار محمد بن منصور المرادي وبايعوا الإمام القاسم (الرسي) بن إبراهيم، وذلك في عهد المأمون العباسي (198- 218ه) وكان المأمون يسعى إلى مواصلته، وإظهار المودة له بعد موت الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم، وأرسل إليه برسالة طويلة، فأجاب عليه الإمام عبد الله بن موسى بإجابة شديدة، وحمله مسؤولية قتل الإمام علي بن موسى الرضا بالسم فيما أطعمه من العنب، وصرح فيها بعداوته له، وبأنه أضر على الإسلام والمسلمين من كل عدو، وكان الإمام عبد الله بن موسى طوال عهد المتوكل العباسي (232- 247ه) مستترا إلى أن توفي في عهد المتوكل الذي شدد في مضايقته لأهل البيت منذ توليه بعد وفاة أخيه الواثق (232ه) فكانت أيام المتوكل من أشد الأيام التي مرت بآل الرسول وشيعتهم، فقد تتبعهم بالقتل والتشريد وتخويف أتباعهم، وملاحقتهم، مستعينا بذلك عليهم بوزرائه، ومنهم عبد الله بن يحيى بن خاقان الذي حسن له القبيح من أعماله، وفي عهده أمر قوما من اليهود بهدم قبر الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، ومنع وعاقب زائريه، وهو الذي قتل ابن (السكيت) لتفضيله الإمام علي عليه السلام، كما أنه هو الذي أمر المحدثين بنشر أحاديث الرؤية والصفات(1)، وتبنى فقه أحد أصحاب الإمام الشافعي وأمر قضاته بنشره.
ومما بالغ فيه بالعداوة لأهل البيت أن استعمل على المدينة ومكة واليه (عمر بن الفرج) الذي منع الناس من التقرب إلى أهل البيت، ومنع أعطياتهم، وكان إذا بلغه أن أحدا أبر واحدا من أهل البيت بشيء وإن قل نهكه عقوبة، وأثقله غرما(2) حتى كان قميص الواحد يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة، ثم يرفعنه ويجلسن على مغازلهن عوارى حواسر، والمغنيات والعوارات تحمل إليهن أنواع الثياب الفاخرة على الإبل.
فخرج في أيامه الإمام أبو عبد الله محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنى فخدعوه بعد أن أمنوه، وحمل إلى (الري) وحبس هناك.
وممن كان في عهد المتوكل مطارد ومات في عهده الإمام القاسم الرسي، وقد قتل المتوكل العباسي على يد ابنه المنتصر العباسي (247-248ه) الذي سار بخلاف سيرة أبيه، فلم يتعرض لأحد من أهل البيت مع قصر مدة عهده فرد فدك، وسمح بزيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام.
صفحة ٥١