أما عن اللهو والشراب واللعب فكان على منهاج من سبقه من أهل بيته، وله الألحان المعروفة في الغناء بالواثقية، وهي العشرة المختارة من المائة الذي كان الملقب (الرشيد) قد اختارها.
وفي عصره خرج الإمام محمد بن جعفر بن الإمام يحيى بمدينة (تاهرت(1) شمال الجزائر) من جهة المغرب العربي فاستقام له الأمر، وكان عادلا متواضعا يركب الحمار، ويطوف في الأسواق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحضر الجنائز، وكان عالما، فاضلا، ورعا، فاستقام له الأمر في المغرب إلى أن توفي، وتبعه بعد ذلك من ذريته على سيرته إلى عام (290 ه) (2).
لقد حرص أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين استتبت لهم الأمور، فقاموا بأمر الأمة حينا بعد حين إلى تقديم صورة مخالفة كليا عما سار عليه خلفاء بني أمية والعباسيين، فجانبوا الترف واللهو، والتزموا بالعفاف، والزهد، والعدل، وبهذا اشتهر أغلب من قام منهم إلى تاريخنا المعاصر.
صفحة ٤٩