وبعد وفاة المأمون اشتد في طلبه المعتصم (218-227ه) وجهز جيوشا كثيرة لمطاردته طوال فترة حكمه فظل عليه السلام مستترا بين البلدان الأمر الذي منعه من الخروج.
أما بالنسبة لبيعته عليه السلام فله أكثر من بيعة، الأولى بعد وفاة أخيه محمد بن إبراهيم عام (199ه) والثانية وهي الجامعة لفضلاء أهل البيت وغيرهم فكانت عام (226ه) في منزل محمد بن منصور المرادي بالكوفة.
وكان الإمام القاسم بن محمد قد انتقل إلى جبل الرس بالقرب من ذي الحليفة، واستقر هو وولده فيها إلى أن توفي في سنة (246ه) وقبره هناك فيها مشهور مزور جوار المدينة المنورة، وذلك في أيام المتوكل العباسي (232-246ه) بعد أن عاصر أربعة من خلفاء العباسيين: المأمون (218ه) وأخوه المعتصم (227ه) وابنا المعتصم الواثق (227-232ه) والمتوكل (247ه) الذي عرف بشدة عدائه، ومحاربته لشيعة أهل البيت وأئمتهم.
صفحة ٤٠