ولكن عبثا ما تريد؛ فقد صممت على الرحيل، ولكي تعلم محطي الذي سأذهب إليه، فاعلم أن أميرا هنا وقد سمع بعزمي على الاستقالة، فدعاني متلطفا أن أقضي معه شهر الربيع في بيته الخلوي، وقد وعدني بتركي أتبع كل ما يروق لي، ويمكنني القول - ما دمنا قد اتفقنا في كل شيء عدا واحدا - إنني سأصحبه، على أنني إذا غيرت عزمي، أطلعت صديقي على ذلك في حينه.
الرسالة الحادية والخمسون
16 أبريل
أشكر لصديقي رسالتيه الممتلئتين بالعزاء. انتظرت رجع كتابي من البلاط قبل أن أكتب إليك، وقد أشفقت كثيرا أن تكون أمي قد تداخلت في الأمر، فأحبطت أملي في الخروج، ولكن قد تم كل شيء واستلمت الجواب الآن، ولست أخبرك بأي اشمئزاز منحنيه السفير، ولا بما حواه كتابه عن الموضوع؛ إذ يزيد ذلك في شكاواك.
أهدى إلي الأمير الوراثي خمسا وعشرين دوكات
1
أصحبها بعبارات ملؤها الحنو، كادت تسيلني دموعا، وعلى هذا فلست بحاجة إلى المال الذي طلبته أخيرا من أمي.
الرسالة الثانية والخمسون
5 مايو
غدا أرحل، وبما أن موطني الأصلي لا يبعد عن طريقي غير ستة أميال، فمن المحتمل أن أزوره لأعيد إلى الذاكرة ساعات طفولتي السعيدة، وسأدخل من نفس الباب الكبير الذي مررت منه مع أمي حين غادرت بعد موت أبي ذلك المسكن البهيج إلى المدينة الممقوتة.
صفحة غير معروفة