أحوال المحتضر
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة ٣٦ العدد ١٢٤
سنة النشر
١٤٢٤هـ.
تصانيف
المبحث الأول: سكرات الموت وغمراته
المطلب الأول: تعريف السكرات والغمرات
أولا. تعريف السكرات:
السكرات جمع سَكْرة، مأخوذة من الفعل سَكِرَ يَسْكَرُ سُكْرًا وسُكُرًا وسَكْرًا وسَكِرًا وسَكَرَانًا فهو سَكِرٌ وسَكْرانُ، والأنثى سَكِرَةٌ وسَكْرَى وسَكْرَانةٌ، والجمع سُكَارَى وسَكَارَى وسَكْرَى.
والسَّكْرَانُ: خلاف الصاحي، والسُّكْرُ: نقيض الصَّحْوِ، وقولهم: ذهب بين الصحوة والسكرة إنما هو بين أن يعقل ولا يعقل.
وسكرة الموت: شدّته، وسكرة الميت غشيته التي تدل الإنسان على أنه ميّت١. قال الراغب الأصفهاني ت ٥٠٢؟:
“السكر حالة تعرض بين المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل في الشراب المسكر، ويطلق في الغضب والعشق والألم والنعاس، والغشي الناشئ عن الألم وهو المراد هنا”٢.
فالمراد بالسكرات، إذن، شدائد الموت وأهواله وكربه التي تصيب المحتضر، بسبب نزع الروح.
ثانيا. تعريف الغمرات
الغمرات جمع غَمْرَة، وهي الشدة، وغَمْرةُ كل شيء: مُنْهَمَكه وشدّته، كغمرة الهم والموت ونحوهما، وغَمَراتُ الحرب والموت وغِمَارُها: شدائدها.
وأصل الغَمْر: الماء الكثير، يقال: ماء غَمْر، أي: كثيرٌ مُغرِّق بيّن الغُمورة،
_________
١ انظر لسان العرب ٢/١٧٠، ١٧١.
٢ انظر مفردات القرآن ص٢٣٦، وفتح الباري شرح صحيح البخاري ١١/٣٦٢.
1 / 75