أحوال المحتضر
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة ٣٦ العدد ١٢٤
سنة النشر
١٤٢٤هـ.
تصانيف
المبحث السادس: حضور الشيطان حين الاحتضار
روى مسلم في صحيحه بسنده عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله ﷺ يقول ”إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة” ١.
فقوله ﷺ في أول هذا الحديث ”إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه" فيه تحذير للعباد من الشيطان، وتنبيه على ملازمته للإنسان في تصرفاته وجميع أحواله؛ ليتأهبوا ويحترزوا منه، ولا يغتروا بما يزينه لهم٢.
وقد استدل بعض العلماء بهذا الحديث على حضور الشيطان عند المحتضر؛ لإغوائه وافتتانه، كما استدلوا أيضًا بما رواه أبو هريرة ﵁ قال ”كان رسول الله ﷺ يدعو: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال” ٣.
قال ابن دقيق العيد ت ٧٠٢هـ: “فتنة المحيا ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت، وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت، أضيفت إليه لقربها منه، ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك، ويجوز
_________
١ رواه مسلم، كتاب الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة وأكل اللقمة الساقطة ح٢٠٣٣.
٢ انظر صحيح مسلم بشرح النووي ١٣/٢٠٥- ٢٠٦.
٣ رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر ح١٣٧٧.
1 / 119