6- وسمعت أم عبد الله آسية بنت محمد - وهي التي كانت تدور به في مرضه تقول: إنه قلل الأكل قبل موته، حتى عاد كالعود، وقالت: مات وهو عاقد على أصابعه -تعني يسبح-.
7- وسمعتها تحدث عن أم عبد الرحمن -تعني زوجته- قالت: كان يقوم بالليل، فإذا جاءه النوم، عنده قضيب يضرب به على رجله، فيذهب عنه النوم.
وكان -رحمة الله عليه- كثير الصيام في الحضر والسفر، ورأيته في السفر قل ما كان يفطر فيه.
8- وحدثني ولده الإمام عبد الله أنه في آخر عمره سرد الصوم، فكان لا يفطر إلا في عيد أو مرض أو عذر، فلامه أهله في ذلك، فقال: إنما أصوم أغتنم أيامي، لأني إن ضعفت عجزت عن الصوم، وإن مت انقطع عملي.
وكان يحرص على صلاة الجماعة بعد ضعفه، ويخرج إليها في الظلام، فربما صدمه بعض الحيطان من ضعفه وكثرة الظلام.
صفحة ٢١٢