"ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" رواه مسلم.
وبهذا يبين ﷺ الفرق بين الغيبة والبهتان وأن الكذب عليه بهتًا له، فالكذب على الشخص حرام كله سواء كان الرجل مسلمًا أو كافرًا، برًّا أو فاجرًا، لكن الافتراء على المؤمن أشد. بل الكذب كله حرام (١). والغيبة تعد على أعراض المسلمين والنبي ﷺ قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم، وأعراضكم، حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت" متفق عليه. وفي الحديث الآخر
قال ﷺ: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم.
والغيبة: تتناول العرض وقد جمع الله بينه وبين المال والدم (٢).
قال أنس ﵁ خطبنا رسول الله ﷺ فذكر الربا وعظم شأنه فقال: "إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وأربى الربا عرض المسلم".
وعن أبي هريرة ﵁ قال: كنا جلوس عند النبي ﷺ فقال رجل من القوم: يا رسول الله ما أعجز فلانا؟ فقال رسول
_________
(١) الفتاوى: (٢٨/ ٢٢٣).
(٢) الإحياء (٣/ ١٥٢).
1 / 37