ففرحت بهذه الفكرة وقالت: «وأنى لنا الوصول إليه وهو بعيد؟»
قال: «لا نعدم رسولا إليه وقد فعلت ولم أتلق الجواب بعد ولا بد من وصوله عما قريب . فلا ينبغي لك أن تيأسي.»
فأشرق وجهها واطمأن بالها، وقالت: «سأفعل كل ما تشير علي به.»
قال: «هل تطيعيني، وتذهبين معي إلى حيث أريد؟»
قالت: «نعم.»
وفيما هما في ذلك سمعا وقع أقدام عرفت دميانة أنها خطوات أبيها ثم سمعا سعاله فتركها زكريا في الغرفة وحدها وانصرف.
جلست دميانة تنتظر أباها، فطال انتظارها ولم تعد تسمع صوته فهمت بالنهوض وإذا بالرئيسة قادمة نحوها، فوقفت لها وحيتها فقالت الرئيسة: «إن المعلم مرقس وسيدنا الأسقف أتيا وسألاني عنك. هنيئا لك ما أكبر حظك من سيدنا فإنه يحبك ويرعاك.»
فظهر الامتعاض في وجهها، وحدثتها نفسها بأن تتجنب المقابلة. ثم تذكرت نصيحة زكريا فسكتت ولم تجب. فعادت الرئيسة إلى الكلام قائلة: «أراك لم تسري بالبشرى كأن لا تريدين أن تكلمي أحدا منهما، فهل تأذنين لي في كلمة أقولها؟»
قالت: «قولي.»
قالت: «لاحظت أمرا فيك لم أكن أتوقعه من فتاة عاقلة تقية قد فهمت كتاب الله وعرفت واجبات المسيحيين.»
صفحة غير معروفة