112

أحمد بن طولون

تصانيف

قال: «اسمع بشيء كثير من هذا. ولكن ماذا يهمني من العلم؟»

قالت: «ألا يهمك أن تنجو أنت ورجالك من القتل إذا تساقطت عليكم الحراب كالأمطار، أو وقعت عليكم السيوف كالجنادل؟»

فضحك حتى بانت أسنانه البيضاء، وهز رأسه وقال: «يهمني وهل في علم المصريين ما يمنع الموت؟»

قالت: «نعم أيها الأمير، وذلك سر لا يعرفه إلا القليلون.»

فشخص ببصره استغرابا وقال: «وهل تعرفينه أنت؟»

قالت: «أعرفه.»

قال: «إنك تحتالين علي للنجاة.»

قالت: «اسمع لي. أنا لا ألقي كلامي جزافا، ولا أطلب منك التسليم به إلا بعد تجربة، إن سر هذا الدواء مودع في بطن الأديار بمصر، وقد عرفته وتعلمته.»

قال: «وما هو؟»

قالت: «دهن أصطنعه وأقرأ عليه. فإذا دهن امرؤ جلده به أمن القتل، فلا يقطع فيه سيف ولا رمح ولا سكين.»

صفحة غير معروفة