أففت بي، قال: لا، ولكن صاحب هذا القبر - فلان - بعثته ساعيا على بني فلان، فغل درعا، فدرع الآن مثلها من النار".
ولابن أبي شيبة عن عمرو بن شرحبيل قال: "مات رجل يرون أن عنده ورعا، فأتي في قبره، فقيل: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، قال: فبم تجلدون، فقد كنت أتوقى وأتورع؟ فقيل: خمسون. فلم يزالوا يناقصونه، حتى صار إلى جلدة، فجلد، فالتهب القبر عليه نارا، وهلك الرجل، ثم أعيد وقال: فيم جلدتموني؟ قالوا: صليت يوما وأنت على غير وضوء، ومررت بمظلوم يستغيث فلم تغثه".
وأخرجه أبو الشيخ والطحاوي عن ابن مسعود مرفوعا.
وأخرج البخاري عن سمرة قال: "كان رسول الله ﷺ مما يكثر أن يقول لأصحابه: "هل رأى أحد منكم رؤيا؟ " وإنه قال لنا ذات غداة: "إنه أتاني الليلة آتيان، فقالا لي: انطلق. فانطلقت معهما، فأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فأتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر هاهنا، فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى، قلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟ قالا لي: انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق، لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل
1 / 28