من أحكام سورة المائدة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
6

من أحكام سورة المائدة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

الفصل الأول أولًا: معرفة سبب نزول سورة المائدة قال ابن عباس، والضحاك: هي مدنية، وقال مقاتل: «نزلت نهارًا، وكلها مدنية، وقال أبو سليمان الدمشقي: فيها من المكي: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...﴾ الآية، والصحيح أن قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ نزلت بعرفة يوم عرفة؛ فلهذا نسبت إلى مكة (١). روى الحاكم في المستدرك عن جبير بن نفير قال: «حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم، قالت: أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه»، قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي (٢). قال القرطبي: وهي مدنية بإجماع ... وكل ما نزل من القرآن بعد هجرة النبي ﷺ فهو مدني، سواء نزل بالمدينة أو في سفر من الأسفار (٣). ثانيًا: أغراض ومضامين سورة المائدة افتتح الله ﷾ هذه السورة بالأمر بالوفاء بالعقود، ثم المضي بعد هذا

(١) زاد المسير في علم التفسير لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي. (٢) مستدرك الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ٣١١، ورواه الإمام أحمد، ٦/ ٥٤، برقم ٢٦٠٦٣، وزاد: «وسألتها عن خلق رسول الله ﷺ؟ فقالت: القرآن». (٣) الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، ٦/ ٣٠.

1 / 8