124

الأحكام الشرعية الكبرى

محقق

أبو عبد الله حسين بن عكاشة

الناشر

مكتبة الرشد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

مكان النشر

السعودية / الرياض

تصانيف

الفقه
النَّاس يَوْم الْقِيَامَة. فَلَمَّا رأى ذَلِك أَصْحَابه، قَالَ: أَلا تَقولُونَ كَيفَ؟ قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: يقوم النَّاس لرب الْعَالمين، يسمعهم الدَّاعِي وَينْفذهُمْ الْبَصَر، وتدنو الشَّمْس من رُءُوسهم، فيشتد عَلَيْهِم حرهَا ويشق عَلَيْهِم دنوها مِنْهُم، فَيبلغ مِنْهُم الْجزع والضجر مِمَّا هم فِيهِ، فَيَأْتُونَ آدم ﷺ َ - فَيَقُولُونَ: يَا آدم، أَنْت أَبُو الْبشر خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وَأمر الْمَلَائِكَة فسجدوا لَك، أَلا تشفع لنا إِلَى رَبنَا، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ ! فَيَقُول آدم: إِن رَبِّي ﵎ قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإنَّهُ أَمرنِي بِأَمْر فعصيته وأطعت الشَّيْطَان، نهاني عَن أكل الشَّجَرَة فعصيته، فَأَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار، انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي، نَفسِي نَفسِي. فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نوح ﷺ َ - فَيَقُولُونَ: يَا نوح، أَنْت نَبِي الله وَأول من أرسل، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ ! فَيَقُول نوح: إِن رَبِّي ﵎ قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإنَّهُ كَانَت لي دَعْوَة فدعوت بهَا على قومِي فأهلكوا، وَإِنِّي أَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار، انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي نَفسِي نَفسِي. فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى إِبْرَاهِيم ﷺ َ -، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيم، أَنْت خَلِيل الله قد سمع بخلتك أهل السَّمَاوَات وَالْأَرْض، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ ! فَيَقُول: إِن رَبِّي ﵎ قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي أَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار وَذكر قَوْله للكواكب: هَذَا رَبِّي، وَقَوله: بل فعله كَبِيرهمْ هَذَا، وَقَوله: إِنِّي سقيم، انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي، نَفسِي نَفسِي. فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى / مُوسَى، أَنْت نَبِي الله اصطفاك الله بِرِسَالَاتِهِ وكلمك تكليمًا، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ ! فَيَقُول مُوسَى ﷺ َ -: إِن رَبِّي ﵎ قد غضب الْيَوْم غَضبا لم [يغْضب] قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي قتلت نفسا لم أُؤمر بهَا، أَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار، انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي، نَفسِي نَفسِي. فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى عِيسَى ﷺ َ - فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْت نَبِي الله وكلمته وروحه أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ !

1 / 189