أحكام القرآن للشافعي - جمع البيهقي
محقق
أبو عاصم الشوامي
الناشر
دار الذخائر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
تصانيف
علوم القرآن
عَمَّا تَحْتَه، وما فَوْقَه، ويقال للشيء المُجْتَمِع مِن السِّمَن: كَعْبُ سمن، وللوجه فيه نتوء: وجْه مُكَعب (^١)، والثَّدْي (^٢) إذا تَنَاهَد: أكعب» (^٣).
قال الشافعي ﵀ في روايتنا عن أبي سعيد (^٤) -: «وأَصْلُ مَذْهَبِنَا: أَنَّه يَأتي بالغُسْل كَيف شَاء، ولو قَطَّعَه؛ لأنَّ اللهَ ﵎ قال: ﴿حَتَّى تَغْتَسِلُوا﴾ [النساء: ٤٣]، فَهَذا مُغْتَسَل، وإن قَطَّع الغُسْل. فلا أحسبه يَجُوز إذا قَطَّع الوُضُوء، إلا مثل هذا» (^٥).
قال الشافعي ﵀: «وتوضَّأ رسولُ الله ﷺ كما أمر الله، وبدأ بما بدأ الله به. فَأَشْبَه واللَّهُ أَعْلَمُ أن يكونَ على المتوضئين في الوضوء شيئان: (^٦) يبدأ بما بدأ الله به، ثم رَسولُه ﷺ به منه، ويأتي على إكمال ما أمر به.
وشَبَّهَهُ بقولِ الله ﷿: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٥٨]. فبدأ رسولُ اللهِ ﷺ بالصَّفَا، وقال ٦) «نَبَدأُ بِمَا بَدأَ اللهُ به» (^٧).
قال الشافعي ﵀: «وذَكَر اللهُ اليَدَين معًا، والرِّجْلَين معًا، فَأُحِبُّ أن يبدَأ باليُمْنَى، وإن بَدأ بِاليُسْرَى، فَقَد أَسَاءَ، ولا إِعَادَة عَلَيْه» (^٨).
_________
(^١) في «د»، و«ط» (كعب).
(^٢) كلمة (الثدي) سقطت من «م».
(^٣) ينظر «اختلاف الحديث -من الأم-» (١٠/ ١٥٩).
(^٤) يقصد البيهقي بأبي سعيد: محمد بن موسى بن الفضل، شيخه في أول هذا الفصل.
(^٥) «الأم» (٢/ ٦٦) «باب تقديم الوضوء ومتابعته».
(^٦) ٦ - بينهما سقط من «م».
(^٧) أخرجه أبو داود (١٩٠٥)، والترمذي (٨٦٢)، وغيرهما من حديث جابر بن عبد الله ﵁.
(^٨) «الأم» (٢/ ٦٦).
1 / 98