أحكام القرآن للشافعي - جمع البيهقي

أبو بكر البيهقي ت. 458 هجري
59

أحكام القرآن للشافعي - جمع البيهقي

محقق

أبو عاصم الشوامي

الناشر

دار الذخائر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١)﴾ [إبراهيم]. وقال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)﴾ [النحل]. وقال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤)﴾ [النحل]» (^١). قال الشافعي ﵀: «ومن جِمَاع كِتاب اللهِ ﷿، العِلمُ بِأَنَّ جميعَ كِتابِ الله إنَّما نَزل بِلِسَانِ العَرَب. والمَعْرفةُ بِنَاسِخِ كِتابِ الله ومَنْسُوخِهِ، والفَرضِ في تَنزيِلِه، والأَدَبِ، والإِرشادِ، والإِبَاحَة. والمَعْرَفةُ بالمَوضِع (^٢) الذي وضَعَ اللهُ نَبيَّه ﷺ، من الإبانة عنه فيما أَحكَم فَرْضَه في كِتَابه، وبَيَّنَه على لسانِ نَبيِّه ﷺ، وما أراد بِجَمِيع فَرائِضِه؟ ومَنْ أَرَادَ، أكُلَّ خَلْقِه، أم بَعْضَهُم دُونَ بَعْضٍ؟ وما افترض على الناس من طاعته والانتهاء إلى أمره. ثُمَّ مَعرفةُ ما ضَربَ فِيها من الأمثال الدَّوالِّ على طاعته، المُبيِّنة لاجتناب معصيته، وتَركُ الغَفْلَة عن الحَظِّ، والازديادُ مِن نَوافِل الفَضْلِ. فالواجبُ عَلى العَالِمِينَ أَلَّا يَقُولُوا إلا مَن حَيثُ عَلِمُوا. ثم ساق الكلام إلى أن قال: والقُرآنُ يَدُلُّ عَلى أَنْ لَيْسَ في كِتابِ اللهِ

(^١) النص كاملا في «الرسالة» (ص: ١٧ - ٢٠). (^٢) في «د»، و«ط»: (الوضع).

1 / 65