(١) فصلٌ ذَكَرهُ الشافعيُّ ﵀ فى التَّحْريض على تَعَلُّم أحكام القُرآن
(٣) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظُ ﵀، أخبرنا ... أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا الربيعُ بن سليمان، أخبرنا الشَّافِعيُّ ﵀ في ذِكر نعمةِ اللهِ تعالى عَلَيْنا بِرسُولِه ﷺ، ثم (^١) بما أنزل عليه من كتابه- فقال: «﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)﴾ [فصلت]، فنقلهم بِه من الكفر والعَمى (^٢)، إلى الضياء والهُدى، وبَيَّن فيه ما أَحَلَّ مَنًّا بالتَّوْسِعة على خلقه، وما حَرَّم لِما هو أعلم به من (^٣)
حَظِّهم في الكَفِّ عنه في الآخرة والأُولى، وابْتَلَى طَاعَتَهم، بأن تَعَبَّدهم بقول، وعمل، وإمساكٍ عن محارمَ حَمَاهُمُوهَا، وأثابهم على طاعته- مِنَ الخُلود في جَنَّتِه، والنَّجَاةِ مِن نِقْمَتِه- ما عَظُمَت به نِعمتُه جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وأعلمهم ما أَوْجَب على أهل مَعْصِيتِه مِن خِلاف ما أَوْجَب لأهل طاعته ووَعَظَهُم بالإخبار عَمَّن كان قَبْلَهُم، مِمَّن كان أَكْثَرَ منهُم أموالًا وأولادًا، وأطولَ أعمارًا، وأحمدَ آثارًا، فاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِم في حياةِ دُنيَاهُم، فآزَفَتهُمعند نزول قَضَائِه مَنَايَاهُم دُونَ آمَالهِم، ونَزلَت بهم عُقُوبَتُه عِند انقِضَاء آجَالهِم ليعتبروا في أُنُفِ الأَوَان، ويَتَفَهَّمُوا بِجَلِيَّة التِّبْيان، ويَتَنبَّهُوا قَبل رَيْن
_________
(^١) كلمة (ثم) سقطت من «ط».
(^٢) كلمة (والعمى) ليست في «د».
(^٣) كلمة (من): ليست في «ط» ..
1 / 63