أحكام عصاة المؤمنين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - كجك
الناشر
دار الكلمة الطيبة
رقم الإصدار
الأولى ١٤٠٥ هـ
سنة النشر
١٩٨٥ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
الصحيحة عن رسول الله ﷺ.
والأحاديث الصحيحة في "الوعيد" كثيرة مثل قوله: "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يجد رائحة الجنة، وريحها يوجد من مسيرة أربعين خريفا" ١ ومثل قوله الذي في الصحيح: "لا يدخل الجنة من في قلبه ذرة من كبر، قيل: يا رسول الله الرجل يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا، أفمن الكبر ذاك؟ فقال: لا، الكبر بطر الحق، وغمط الناس" ٢. و"بطر الحق" جحده، و"غمط الناس" احتقارهم وازدراؤهم. ومثل قوله في الحديث الصحيح: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وفقير محتال"٣.
وفي القرآن من آيات الوعيد ما شاء الله، كقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ ٤ وكما في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ ٥ وقوله في الفرائض: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ. وَمَنْ
_________
١-البخاري كتاب الديات/ باب إثم من قتل ذميا بغير جرم وكذلك أخرجه النسائي وابن ماجة وغيرهم.
٢- مسلم كتاب الإيمان/ باب تحريم الكبر وبيانه.
أحمد (١٧/٢ الفتح الرباني) .
الترمذي كتاب البر والصلة/ باب ما جاء في الكبر وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب (وفيه الكبر بطر الحق وغمط الناس) .
٣-مسلم من حديث أبي هريرة كتاب الإيمان/ باب بيان غلظ إسبال الإزار ... وفيه (وعائل مستكبر) .
وأخرجه الطبراني في الكبير وفيه (وفقير محتال يزهد) .
٤-الآية ١٠ النساء.
٥- الآية ٢٩-٣٠ النساء.
1 / 34