أحكام الصيام
محقق
محمد عبد القادر عطا
الناشر
دار الكتب العلمية
سنة النشر
١٤٠٦ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
بسم الله الرحمن الرحيم
الأهلّة
قال شيخ الإسلام قدس الله روحه:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، وجعله تبياناً لكل شيء، وذكرى لأولي الألباب. وأمرنا بالاعتصام به إذ هو حبله الذي هو أثبت الأسباب، وهدانا به إلى سبل الهدى ومناهج الصواب، وأخبر فيه أنه: ﴿جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب﴾(١).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرباب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بجوامع الكلم، والحكمة وفصل الخطاب. صلى الله عليه وعلى آله صلاة دائمة باقية إلى يوم المآب.
أما بعد: فإن الله قد أكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام ديناً، وأمرنا أن نتبع صراطه المستقيم، ولا نتبع السبل فتفرق بنا عن سبيله، وجعل هذه الوصية خاتمة وصاياه العشر، التي هي جوامع الشرائع التي تضاهي الكلمات التي أنزلها الله على موسى في التوراة، وإن كانت الكلمات التي أُنزلت علينا أكمل وأبلغ؛ ولهذا قال الربيع ابن خيثم: من سره أن يقرأ كتاب محمد ﷺ الذي لم يفض خاتمه بعده، فليقرأ آخر سورة الأنعام:
﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم﴾(٢) الآيات.
وأمرنا أن لا نكون كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات،
(١) سورة يونس، آية: ٥ (٢) سورة الأنعام، آية: ١٥١
9