46

أحكام الصيام

محقق

محمد عبد القادر عطا

الناشر

دار الكتب العلمية

سنة النشر

١٤٠٦ هجري

مكان النشر

بيروت

﴿هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم﴾ (٢٤)

وقال تعالى :

﴿قل للذين أوتوا الكتاب والأميين: أأسلمتم؟ فإن أسلموا فقد اهتدوا، وإن تولوا فإنما عليك البلاغ﴾ (٢٥).

فجعل الأميين مقابلين لأهل الكتاب. فالكتابي غير الأمي.

فلما بعث فيهم ووجب عليهم اتباع ما جاء به من الكتاب وتدبره وعقله والعمل به - وقد جعله تفصيلاً لكل شيء، وعلمهم نبيهم كل شيء حتى الخراءة - صاروا أهل كتاب وعلم. بل صاروا أعلم الخلق، وأفضلهم في العلوم النافعة، وزالت عنهم الأمية المذمومة الناقصة، وهي عدم العلم والكتاب المنزل، إلى أن علموا الكتاب والحكمة وأورثوا الكتاب.

كما قال فيهم:

﴿هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين﴾ (٢٦).

فكانوا أميين من كل وجه.

فلما علمهم الكتاب والحكمة قال فيهم:

﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله﴾ (٢٧).

وقال تعالى :

﴿وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. إن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو

(٢٤) سورة: الجمعة، آية: ٢. (٢٦) سورة: الجمعة، آية: ٢.

(٢٥) سورة: آل عمران، آية: ٢٠. (٢٧) سورة: فاطر، آية: ٣٢.

46