أحكام القرآن لبكر بن العلاء - رسائل جامعية
محقق
رسالتا دكتوراة بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
تصانيف
¬٣. عرضه لمذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان وأنه قول وعمل، حيث يقول: وقد سمى الله تعالى الصلاة إيمانًا، وأن الإيمان قول وعمل. قال القاضي بكر: ومما يقوي: أن الإيمان قول وعمل قوله ﷿: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ (^١) إلى آخر الآية، والإرادة: النية، والسعي: العمل، وهو مؤمن مقر (^٢).
٤. عرضه مذهب أهل السنة والجماعة في مسألة مرتكب الكبيرة، وأنه تحت المشيئة، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه، حيث يقول: والكبائر يكفرها الندم والتوبة والإقلاع، وذلك من فضل الله، قال الله ﵎: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ (^٣)، وقد يغفر في الآخرة لغير التائب إن شاء، ويعذب من يشاء. (^٤)
٥. لم يحكم بكفر كل من حكم بغير ما أنزل الله كما هو منهج الخوارج، بل جعل منه ما هو كفر مخرج عن الملة، ومنه ما ليس كذلك، حيث يقول: قال ﷿: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ (^٥) فكان ظاهر ذلك يدل على أنه من فعل فعلهم، واخترع حكمًا خالف به حكم الله، وجعله دينًا يعمل به فقد لزمه ما لزمهم، حاكمًا كان أو غير حاكم. (^٦)
_________
(^١) [سورة الإسراء: الآية ١٩]
(^٢) ص: ١٤٤.
(^٣) [سورة النساء: الآية ٤٨]
(^٤) انظر من هذه الرسالة ص: ٥٢٠، ٥٥٣، ٥٧٢.
(^٥) [سورة المائدة: الآية ٤٤]
(^٦) انظر من هذه الرسالة ص: ٦٦٩، وقد فصلت في هذه المسألة هناك.
1 / 55