أحكام القرآن لبكر بن العلاء - رسائل جامعية
محقق
رسالتا دكتوراة بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
تصانيف
¬تعريف تفسير آيات الأحكام ونشأته وأهم المصنفات فيه
لقد أنزل الله كتابه الكريم على نبيه محمد ﷺ ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور، فكان كتاب حق، مشتمل على الحق، يهدي للتي هي أقوم: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ (^١).
وأنزله ﷿ بلسان عربي مبين: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (^٢) لكي نعقله، ونتدبره، ونفهمه، ونستنبط ما فيه من العلوم.
وقد حوى هذا الكتاب علومًا شتى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (^٣)، يقول السيوطي: وإن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها، ودائرة شمسها ومطلعها، أودع فيه ﷾ علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغي، فترى كل ذي فن منه يستمد، وعليه يعتمد، فالفقيه يستنبط منه الأحكام، ويستخرج حكم الحلال والحرام. (^٤)
ومن العلوم المتعلقة بهذا الكتاب العظيم: معرفة أحكامه (^٥)، ولما كان موضوع تحقيق هذه الرسالة: أحكام القرآن، وهو أحد المصنفات في هذا العلم، كان من المناسب الحديث عن هذا العلم - أعني معرفة أحكام القرآن - من جوانب ثلاثة: أولًا: تعريفه، ثانيًا: نشأته وتطوره، ثالثًا: أهم المصنفات فيه.
_________
(^١) [سورة الإسراء: ٩]
(^٢) [سورة يوسف: ٢]
(^٣) [سورة الأنعام: ٣٨]
(^٤) الإتقان: ١/ ١١.
(^٥) عده الزركشي في النوع الثاني والثلاثين من أنواع علوم القرآن في كتابه البرهان في علوم القرآن، وسماه: معرفة أحكامه، وعده السيوطي ضمن النوع الخامس والستين في العلوم المستنبطة من القرآن.
1 / 13