أحكام المجاهد بالنفس في سبيل الله ﷿ في الفقه الإسلامي
الناشر
مكتبة العلوم والحكم،المدينة المنورة،دار العلوم والحكم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
سوريا
تصانيف
مقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل سبحانه في محكم الآيات ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: ٤١] والقائل ﷺ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ﴾ [التوبة: ١٢٣] .
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أفضل الرسل وخاتمهم، وأفضل من جاهد في سبيل الله بنفسه حتى كسرت رباعيته وشج وجهه الكريم، القائل ﷺ «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي» (١) .
فصلاة ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار الذين جاهدوا في سبيل الله بأنفسهم فسجلوا على جبين التاريخ أعظم الانتصارات، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما أما بعد:
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح تعليقا، كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في الرماح (٦/١٢٢) وأخرجه الإمام أحمد في المسند ح (٤/٥١٥) ورقم (٥١١٥) عن ابن عمر ﵄ وأخرجه ابن أبي شيبه في المصنف، «كتاب الجهاد»، «باب ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه»، ح رقم (١٣٤) قال ابن حجر في «الفتح»: مرسل بإسناد حسن، انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (٦/١٢٢) .
1 / 5