حمل فرولو الطفل، ولفه في معطفه، وسار مبتعدا.
عمد فرولو الصبي، وأطلق عليه اسم كوازيمودو. وعاش الاثنان معا في سعادة.
عندما بلغ الصبي الرابعة عشرة حصل كلود فرولو لكوازيمودو على وظيفة قارع الأجراس في كاتدرائية نوتردام، وصارت الكنيسة عالمه. عندما كان طفلا كان كثيرا ما يعثر عليه وهو يتسلق الصخور، ويسحب نفسه أعلى السلم أو أسفله. كانت الكاتدرائية لكوازيمودو مثل القوقع للحلزون، فبين جنبات ذلك المكان لم يزعجه أحد أو يوجه له السباب. وبداخله كان يشعر بالأمان.
لم يعلم أحد في باريس مداخل كاتدرائية نوتردام ومخارجها مثل كوازيمودو. لم تكن هناك زاوية لم يكتشفها، أو برجا لم يتسلقه - أحيانا من الخارج! - أو صخرة من الرخام لم يلمسها.
أمدته النوافذ بكل الضوء الذي كان يحتاجه. كانت التماثيل أصدقاءه، والطيور المصنوعة من الصخر حيواناته الأليفة. لكن أكثر شيء كان يدخل السرور على قلبه هو الأجراس؛ فكان يتحدث إليها بلغته الخاصة. أحب ملمسها والأصوات التي تصدرها. كان هناك خمسة عشر جرسا يقرعها كوازيمودو، بأصوات رنين مختلفة كل يوم. وفي أيام مثل الكريسماس كان يقرعها جميعا!
كان الصديق الحقيقي الوحيد لكوازيمودو هو كلود فرولو الذي علمه القراءة والكتابة والكلام. حتى عندما يحتد كلود فرولو عليه ويتحدث معه بغضب كان كوازيمودو يحبه. وعندما فقد كوازيمودو سمعه من جراء قرع الأجراس اخترع هو وكلود فرولو لغة إشارة خاصة بهما. كان كوازيمودو يفعل أي شيء يأمره به كلود فرولو، دون أن يسأل أي سؤال؛ ولو كان ذلك الشيء هو اختطاف فتاة.
الفصل السابع
سير روبرت والمحاكمات الصباحية
كان سير روبرت، عمدة باريس، عادة رجلا سعيدا للغاية. لكن في صباح 7 يناير من عام 1482، استيقظ بمزاج عكر.
أما السبب وراء هذا المزاج السيئ فيرجع إلى معرفته بأن الفوضى كانت تعج بالمدينة إثر المهرجان، وكان عليه أن يتأكد من تنظيفها. كان عليه أيضا أن يقضي اليوم في المحكمة ليستمع إلى جميع المشكلات التي حدثت في اليوم السابق، وما أكثر المشكلات التي كانت تحدث في المهرجانات. بكل المقاييس كان من المتوقع أن يكون يوما طويلا!
صفحة غير معروفة