231

أحاديث أم المؤمنين عائشة أدوار من حياتها

الناشر

التوحيد للنشر

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤١٤ هجري

تصانيف

فحمل عليها وفيها هلال بن وكيع، فاقتتلوا قتالا شديدا، وقتل هلال، قتله الأشتر، فمالت الميسرة إلى عائشة، فلاذوا بها، وأعظمهم بنو ضبة وبنو عدي (*)، ثم عطفت الأزد، وضبة، وناجية، وباهلة (*) إلى الجمل فأحطوا به، واقتتل الناس حوله قتالا شديدا.

وروى المدائني والواقدي (259) عن ضبة والأزد: أنهم كانوا حول الجمل يحامون عنه ولقد كانت الرؤوس تندر عن الكواهل (*)، والأيدي تطيح من المعاصم، وأقتاب البطن تندلق من الأجواف، وهم حول الجمل كالجراد الثابتة لا تتحلحل ولا تتزلزل حتى لقد صرخ علي بأعلى صوته: ويلكم!

اعقروا الجمل فإنه شيطان، ثم قال: اعقروه وإلا فنيت العرب، لا يزال السيق قائما وراكعا حتى يهوي هذا البعير إلى الأرض.

قالوا (260): واستدار الجمل كما تدور الرحاة، وتكاثف الرجال حوله واشتد رغاؤه واشتد زحام الناس عليه، ونادى الحتات المجاشعي (261): أيها

صفحة ٢٤٠