أحاديث تعظيم الربا على الزنا «دراسة نقدية»
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الصحابي الذي يكون كذلك إذا أخبر بما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه يكون للحديث حكم الرفع» (١).
وقال أيضًا: «يستثنى مِنْ ذَلكَ مَا كَانَ المُفَسّر لَهُ مِنْ الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - مَنْ عُرِفَ بالنظرِ في الإسرائيلياتِ، كَمسلمةِ أهلِ الكتابِ مِثل: عبد الله بن سلام، وَغَيرهُ، وَكعبدِ الله بنِ عَمرو بن العاص فإنّه كَانَ حَصَلَ لَهُ في وقعةِ اليرموك كتب كثيرة مِنْ كتب أهلِ الكتاب فَكَانَ يُخْبرُ بما فيها مِنْ الأمور المغيبة حَتى كَانَ بعض أصحابهِ رُبما قَالَ لَهُ: حَدّثنا عَنْ النبي ﷺ، وَلا تحدثنا عَنْ الصحيفة، فمثلُ هذا لا يكونُ حكم ما يخبر به مِنْ الأمور التي قدمنا ذكرها الرفع، لقوة الاحتمال» (٢).
وأنبه هنا أنّ هناك عددًا من الأئمة لا يرون أصلًا أنْ يقال لما قاله الصحابي من كلامه له حتى لو كان مما لا يقال بالرأي له حكم الرفع منهم ابنُ حزم، ونصره العراقيّ، وأحمد شاكر - من المعاصرين -، وقولهم له وجهٌ قويّ، والمسألة من مطارح الاجتهاد، ومسارح النظر وليس هذا موضع بسط المسألة والكلام عليها (٣).
٢ - رواية ليث بن أبي سُليم، أخرجها:
- ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٢٢٩).
- والبغويّ في معجم الصحابة (٤/ ٩٥).
(١) فتح الباري (٦/ ٣٥٣). (٢) النكت (٢/ ٥٣٢). (٣) انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم (ص ٢٧)، الإحكام لابن حزم (٢/ ٧٤)، التبصرة والتذكرة (١/ ١٣٩)، فتح المغيث للعراقي (١/ ٦٦)، النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر (٢/ ٥٣٢)، نزهة النظر (ص ٥٠)، فتح المغيث للسخاوي (١/ ١٥١)، تدريب الراوي (١/ ١٩٠)، شرح ألفية السيوطي لأحمد شاكر (ص ٢٣).
1 / 138