أحاديث في الفتن والحوادث
محقق
محمد محرز حسن سلامة، محمد شوقي خضر
الناشر
جامعة الأمام محمد بن سعود،الرياض
رقم الإصدار
بدون
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
العقائد والملل
بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا
(٦٦) ولِمُسْلِمٍ١: عن أبِي هُرَيْرَةَ: عن النَّبِيِّ – ﷺ قال:
"بَدَأَ الإسلامُ غَريبًا وَسَيَعُودُ غَريْبًا كَمَا بَدَأَ٢") .
(٦٧) ورواه أحمدُ٣: عن ابن مَسْعُودٍ: - وفي آخره -: "فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" ٤،
_________
١ صحيح مسلم بشرح النووي ج ٢ – كتاب الإيمان – باب بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا ص ١٧٥.
وفي سنن ابن ماجه ج٢ – كتاب الفتن – باب بدأ الإسلام غريبًا ص ١٣١٩.
٢ في صحيح مسلم: "وسيعود كما بدأ غريبًا"، وفي ابن ماجه: وسيعود غريبًا.
٣ مسند الإمام أحمد ج١ – ص ٣٩٨ -
٤ هذه الجملة: "فطوبى للغرباء"، موجودة في صحيح مسلم، وفي سنن ابن ماجه تتمة الحديث السّابق.
ومعنى الحديث: أن الإسلام بدأ في أحاد من الناس وقلة، ثمّ انتشر وظهر ثم سيلحقه النقص والإخلال. حتى لا يبقى إلاّ في آحاد وقلة أيضًا، كما بدأ. فبدأ بالهمز – من الابتداء. وهو الأشهر – ويؤيده المقابلة بالعود. فإن العود يقابل الابتداء، ويحتمل: أن يكون بدون همزة. ومعناه: ظهر. وغربة الإسلام: لقلة أهله. وأصل الغريب: البعيد عن الوطن. وقد فسر الرّسول ﷺ: الغرباء بالنّزّاع من القبائل- والنّزّاع: جمع نازع ونزيع وهو: الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى الله تعالى:
ومعنى: "طوبى للغرباء"، طوبى: فُعلى من الطيب قاله الفراء.
قال: وإنما جاءت الواو لضمة الطاء. أما معناها: فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾، [الرّعد، من الآية: ٢٩] .
فروى ابن عباس أن معناه: فرح وقرة عين.
وقال عكرمة: نعم مالهم.
وقال الضّحاك: غبطة.
وقال قتادة: حسنى لهم.
وعن قتادة أيضًا: معناه: أصابوا خيرًا.
وقال إبراهيم خير لهم وكرامة.
وقال ابن عجلان: دوام الخير. وقيل: الجنة.
وقيل: شجرة في الجنة. وكل هذه القوال محتملة في الحديث. والله أعلم.
1 / 95