أحاديث ومرويات في الميزان ٢ - حديث الفينة
الناشر
ملتقى أهل الحديث
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
فقال:
" عن: أبي الطفيل، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد. وعنه: فضيل بن عياض، وجرير، وابن عيينة، وُثِّق ".
قلتُ: (وُثق) هنا - من الذهبي ﵀ بمعنى: " وثقوه "، وإلا فإنه غالبًا ما يعبِّر عن تفرد ابن حبان - ومن قاربوه في التساهل - بالتوثيق بنفس هذه اللفظة.
وفيه أيضًا من الفوائد: أن الفعل المبني للمجهول لا يلزم بالضرورة وفي جميع أحوال استخدامه أن يدلَّ على تمريض القول.
ومن الملاحظ عند النظر في ترجمة العلماء لهذا الرجل - عبيد بن مهران المكتب - أنهم اتفقوا على عدم ذكر (عكرمة مولى ابن عباس) في جملة شيوخه، كما أنني لا أعلم أحدًا من المترجِمين لعكرمة ذكره في جملة الرواة عنه.
وأبرز هؤلاء: الحافظ المزي في ترجمة عكرمة من " تهذيب الكمال "، أما في ترجمة المكتب نفسه (١٩/٢٣٤) فذكر له ثمانية شيوخ - على سبيل الحصر - ليس عكرمة أحدهم.
ولم أكتف بتهذيب الكمال لعلمي بفوات أشياء عليه - أحيانًا - فطالعت بعض التراجم المطولة لعكرمة ﵀ في " الطبقات الكبرى " لابن سعد، و" تاريخ دمشق " لابن عساكر، و"السير" (١) للذهبي،
_________
(١) كتاب "سير أعلام النبلاء" لا يستغني عنه طالب علم ولا مشتغل بالحديث، فالذهبي وإن كان جُلّ اعتماده على "تاريخ دمشق" بحيث يُظَنُّ إجزاءُ أحدهما عن الآخر؛ إلا أنه ليس كل (النبلاء) قد ترجم لهم ابن عساكر (أولًا)، وللذهبي نقده الخاص في التعليق على بعض النصوص وله استطرادات قيمة جدًا (ثانيًا)، ويزيد أشياء على ابن عساكر في التراجم المشتركة بينهما (ثالثًا)، وقد زاد رواةً عن عكرمةَ مثلًا لم يذكرهم ابنُ عساكر، كما زاد نصوصًا وآثارًا ليست عنده والله أعلم.
1 / 57