أحاديث ومرويات في الميزان ٢ - حديث الفينة
الناشر
ملتقى أهل الحديث
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
ثم إنني - بعد الفراغ من الكتاب - بحثتُ مادة (قَوَمَ) من "لسان العرب" (٥/٣٧٨١: ٣٧٨٧)، فلم أجد ابن منظور ﵀ يورد (أقام على الشيء)، ولكنه فسر: (أقام الشيء) بـ (أدامه) من قوله تعالى: " ويقيمون الصلاة " وغيره.
(وأقام بالمكان) بمعنى: الثبات، كما فسر: (قام) و(قام على الشيء) بمعنى: (ثبت) و(واظب) و(دام) و(تمسك) كما تأيد هذا لدي ببعض شروح الحديث المذكور آنفًا في " إتحاف السادة المتقين " و" فيض القدير " وشرح الشيخ محمد خليل هراس ﵀ لـ "الترغيب والترهيب"، وكان أوضحها.
ثم العجب أن حديث: " التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه، ومن آذى مسلمًا ... " إلخ المروي عن ابن عباس؛ قال المناوي في " الفيض " (٣/٢٧٧): " ... وقال المنذري: الأشبه وقفه، وقال في الفتح: الراجح أن قوله: والمستغفر إلخ، موقوف ".
فإن صح موقوفًا على ابن عباس ﵄ فظاهره يعارض ما نسب
إليه عن النبي ﷺ أن جميع المؤمنين، إما للواحد منهم ذنب يعتاد إتيانه الحين بعد الحين، أو ذنب هو مقيم، وثابت، ومداوم، ويصر عليه، لا يحول بينه وبينه إلا الموت!
وسوف أناقش هذه القضية في نهاية البحث بإذن الله.
1 / 9