أحاديث ومرويات في الميزان ٢ - حديث الفينة
الناشر
ملتقى أهل الحديث
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
أما التنبيه الذي أومأ إليه، فهو قوله في خطبة "المستدرك" (١/٣):
" وأنا أستعين الله على إخراج أحاديث رواتها ثقات قد احتجَّ بمثلها الشيخان ﵄ أو أحدهما، وهذا شرط الصحيح عند كافة فقهاء أهل الإسلام أن الزيادة في الأسانيد والمتون من الثقات مقبولة. والله المعين على ما قصدته، وهو حسبي ونعم الوكيل ".
قلت: من المتقرر أنه لابد لمعرفة أصول وقواعد كل علم شرعي أو دنيوي، أن يرجع إلى أهل الاختصاص فيه الذين هم أدرى به من غيرهم بداهة.
والمذهب الذي صححه الحاكم وإن كان هو المترجح عند غير أهل الحديث فلا كذلك عند جهابذة النقاد من المحدثين، فإنهم لا يقبلون الزيادة من الثقة بإطلاق، بل إذا كانت من أمثال مالك والثوري - رحمهما الله - المبرزين في الحفظ والإتقان.
وهم لا يجرون على قاعدة ثابتة لا محيد عنها أبدًا، بل ينظرون إلى كل حديث على انفراده، ويرجحون أحد وَجْهَي أو وجوه الاختلاف بعد مراعاة القرائن المحيطة بهذا الحديث.
ونظرًا لأن أصحاب الزيادة في الأسانيد والمتون كثيرًا ما تكون كفة الواحد منهم مرجوحة تارةً في الحفظ والإتقان، وتارةً في العدد، بل أحيانًا فيهما جميعًا كما في حديثنا هذا؛ فإننا نجدهم في الغالب
1 / 42