139

أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين دراسة وترجيح

الناشر

مكتبة دار البيان الحديثة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

مكان النشر

الطائف - المملكة العربية السعودية

تصانيف

الحديث الرابع:
حديث أبي سعيد رضى الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي ﷺ في سفرة سافروها حتى نزلوا على حى من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيِّفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شىء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لُدغ وسعينا له بكل شىء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد إستضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جعلًا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: (الحمد لله رب العالمين) فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قَلَبَة (^٩)، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي ﷺ فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله ﷺ فذكروا له، فقال: "وما يدريك أنَّها رقية" ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهمًا" فضحك رسول الله ﷺ (^١٠).
الحديث الخامس:
حديث ابن عباس أن نفرًا من أصحاب النبي ﷺ مرُّوا بماءٍ فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم من أهل الماء فقال: هل فيكم من راق؟ فإن في الماء رجلًا

(^٩) قَلَبَة: "أي ألم وعلة". النهاية (٤/ ٩٨) وانظر: أعلام الحديث (٢/ ١١٢٠)، تفسير غريب ما في الصحيحين (١٣٠)، لسان العرب (١/ ٦٨٦).
(^١٠) متفق عليه: البخاري: كتاب الإجارة، باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب (٢/ ٧٩٥) ح (٢١٥٦) وأخرجه أيضًا في كتاب الطب، باب الرقى بفاتحة الكتاب (٥/ ٢١٦٦) ح (٥٤٠٤). ومسلم: كتاب السلام، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار (١٤/ ٤٣٧) ح (٢٢٠١)

1 / 145