94

إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

الناشر

مكتبة المعارف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

ﷻ فوق عرشه، ثم ساق جملةً من الأحاديث في ذلك. قول أبي الحسن بن مهدي تلميذ الأشعري ذكر الذهبي في كتاب "العلو" أنَّه قال في كتاب "مشكل الآيات" له: اعلم أنَّ الله في السماء فوق كل شيء، مستوٍ على عرشه بمعنى أنَّه عالٍ عليه، ومعنى الاستواء الاعتلاء، كما تقول العرب: استويت على ظهر الدَّابة، واستويت على السطح بمعنى علوته، يدُلُّ على أنه في السماء عالٍ على عرشه قوله: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك: ١٦]، وقوله: ﴿يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: ٥٥]، وقوله: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: ١٠]، وقوله: ﴿ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ﴾ [السجدة: ٥]، ثم قال: فإنْ قيل: ما تقولون في قوله: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك: ١٦]، قيل: معنى ذلك أنَّه فوق السماء على العرش، كما قال: ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ﴾ [التوبة: ٢]، بمعنى على الأرض، وقال: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ [طه: ٧١]، فكذلك: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك: ١٦]؛ انتهى المقصود من كلامه ملخصًا. قول ابن بطة العكبري قد ذكرت عنه فيما تقدَّم أنه نقل إجماعَ الصحابة والتابعين أنَّ

1 / 97