إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

حمود بن عبد الله التويجري ت. 1413 هجري
148

إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

الناشر

مكتبة المعارف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: ٥٦]، وأمَّا قرب ذاته منهم، فليس عليه دليل ينص عليه لا مِنَ القرآن ولا من السنة، وما ليس عليه دليلٌ ينص عليه، فليس عليه تعويل، وقد ثَبَتَ عن النبي ﷺ أنه قال: «ينزل ربنا ﵎ كل ليلة إلى السماء الدُّنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر»، وجاء في حديث مرفوع: «إنَّ الله - تعالى - يهبط إلى السماء الدُّنيا عشية عرفة، فيباهي بأهل الموقف الملائكة»، فيجب إثبات ما جاء عن الله - تعالى - وعن رسوله ﷺ وإمراره كما جاء وترك ما سوى ذلك من أقوال الناس، وإن كانوا من الأكابر المرموقين؛ قال الله - تعالى -: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: ٣]، وقال تعالى: ﴿فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٨]، والكلام في الصِّفات بابه التوقيف ولا دخلَ للاجتهاد في ذلك. وإذا علم هذا، فليعلم أيضًا أنَّ من أثبت لله صفةً لم ترد في القرآن ولا في السنة، فقوله مردود عليه كائنًا من كان، والدَّليل على ذلك ما أمر الله به في الآيتين من سورة الأعراف. وأمَّا قول المردود عليه: وهكذا نقول في المعية، نثبتُ لربنا

1 / 151