إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

حمود بن عبد الله التويجري ت. 1413 هجري
136

إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

الناشر

مكتبة المعارف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

علمت، وإنَّما هو من أقوال أهل البدع وهم الذين يقولون: إنَّ الله بذاته فوق العالم، وهو بذاته في كل مكان، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وتقدم في أول الكتاب فليراجع، ومن زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية، واستدل على ذلك بنزول الرب ﵎ إلى السماء الدُّنيا في آخر الليل، ودنوه من أهل الموقف في عشية يوم عرفة، فقد أبعد النجعة، وقال على الله بغير علم. الجملة الخامسة من الجمل التي تعلق بها المردود عليه: قولُ ابن رجب في شرح الحديث التاسع عشر من الأربعين النووية: فهذه المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة، بخلاف المعية العامة المذكورة في قوله - تعالى -: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ [المجادلة: ٧] إلى قوله: ﴿إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ [المجادلة: ٧] إلخ، فإنَّ هذه المعية تقتضي علمه واطِّلاعه ومُراقبته أعمالهم؛ اهـ. والجواب أنْ يقال: إنَّ كلام ابن رجب - رحمه الله تعالى - مُوافق لما أجمع عليه أهلُ السنة والجماعة من أنَّ المعية العامَّة معية العلم والاطلاع والمراقبة، وأنَّ المعية الخاصة معية النصر والتأييد

1 / 139