113

إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

الناشر

مكتبة المعارف

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

قول الشيخ عبدالقادر الْجِيلِي (١) الحنبلي
ذكر شيخُ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى"، والذَّهبي في كتاب "العلو"، وابنُ القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنَّه قال في كتاب "الغنية": أمَّا معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار، فهو أنْ تعرفَ وتتيقن أنَّ الله واحد أحد - إلى أنْ قال: وهو بِجِهَة العُلُوِّ مستوٍ على العرش، مُحتوٍ على الملك، مُحيطٌ علمُه بالأشياء؛ ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: ١٠]، ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: ٥]، ولا يَجوز وصفه بأنه في كلِّ مكان، بل يقال: إنَّه في السماء على العرش، كما قال: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: ٥]، وينبغي إطلاقُ صفة الاستواء من غير تأويل، وأنَّه استواء الذَّات على العرش، وكونه على العرش مذكور في كلِّ كتاب أنزل، على كل نبي أُرْسِل، بلا كَيْفٍ؛ قال ابن القيم: هذا

(١) الجِيلي: بكسر الجيم وسكون الياء، نسبة إلى بلاد مُتفرقة وراء طبرستان، ويقال لها: كيل وكيلان، فعرب ونسب إليها، وقيل: جيلي وجيلاني، يراجع "الأنساب"، للسمعاني.

1 / 116