أضواء على أوضاعنا السياسية
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الأولى
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضًا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا﴾ .. وقد نزل هذا في بني قريظة. وأما في بني النضير فقد قال تعالى بعد إجلائهم عن المدينة: ﴿هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار﴾ ..
* ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار. فأخبر سبحانه هنا أنه هو الذي أخرجهم وأنه هو الذي ألقى في قلوبهم الرعب أنه هو الذي كتب عليهم الجلاء أي الإخراج من المدينة وأنه لو لم يفعل بهم الجلاء لعذبهم عذابًا آخر أكبر من هذا الجلاء. وهذه إرادة الله ﷾ في بني إسرائيل التي أجراها على يد محمد ﷺ هي أرادته إلى يوم القيامة التي يجريها على من يشاء من عباده. كما قال تعالى: ﴿وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب أن ربك سريع العقاب وأنه لغفور رحيم﴾ فارسال الله عليهم عبر التاريخ وعلى مدار الزمان إلى قيام الساعة من يسومهم سوء العذاب هو إرادة الله الثابتة في قرآنه وتوراته وإنجيله وأي مطلع على هذه الكتب يعلم هذا بما لا يجد مجالًا للشك وذلك ليس ظلمًا من الله ولكنه عقاب عادل في مقابل ظلمهم ومكرهم وسعيهم للفساد في الأرض وتجارتهم بالحروب وتعطشهم إلى دماء غيرهم كما قال تعالى واصفًا إياهم: ﴿وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرًا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانًا وكفرا، وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، ويسعون في الأرض
1 / 167