هذا ويتم الوصول إلى داخل المسجد عن طريق أحد المدخلين اللذان يفضيان إلى قاعة مستطيلة الشكل طول ضلعها 6.25م وعرضها 5.30م وهى تتكون من ثلاث بوائك من الأعمدة فى كل بائكة عموداين كونت البائكات أربعة اساكيب (شكل 10) أوسعها اسكوب المحراب سارت موازية لجدار القبلة وثلاث بلاطات متساوية عمودية على جدار القبلة. وهذا التخطيط يشبه تخطيط المساجد الصغيرة التى ليست على نمط تخطيط المسجد النبوي ذى الصحن والأروقة.
وقد استخدم المعمار الأحجار القديمة وكذلك الأعمدة وتتكون أعمدة هذا المسجد الضريح من أكثر من قطعة ويوجد نوعان منها الأسطواني، والمضلع وغلب على تلك الأعمدة الأسطواني بينما نجد اثنين فقط مضلعين ويقعان إلى الجنوب من بيت الصلاة، وتحمل هذه الأعمدة تيجان اتخذت أشكالا مختلفة منها الشكل المربع، ومنها المدور المزين بزخرفة التسنين والتي ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام سواء الأعمدة أو التيجان، إذ تتشابه هذه الأعمدة وتيجانها مع ما وجد فى أعمدة المعابد فى مأرب والجوف.
ومن المعروف أن المسلمين فى البداية استعملوا أعمدة وأحجار المباني القديمة التى كانوا ينقلونها من الكنائس والمعابد والعمائر المخربة، وفى جامع عمرو بالفسطاط أمثلة من هذه العمد المختلفة الطرز، ثم بعد ذلك اتخذ المسلمون أعمدة وتيجانا من مبتكراتهم فعرفوا الأعمدة ذات البدن الأسطواني والمضلع وغيره(1) كما تشاهد أعمدة قديمة استخدمت فى العمارة الفاطمية مثل الأزهر والأقمر والصالح طلائع(2).
وتحمل هذه الأعمدة وتيجانها سقف المسجد الضريح مباشرة دون وجود أقواس حيث استعاض البناء بعمل عوارض خشبية من جذوع الأشجار لتربط بين الأعمدة ببعضها وحوائط المسجد، مما جعلت السقف يقسم إلى بلاطات مربعة كونت مصندقات خشبية زينت بالزخارف.
صفحة ٧٥