295

الأضداد

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

المكتبة العصرية

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الأدب
فتور النظر وغَضُّ الطَّرْف؛ يقال: قد أَسجدت المرأَة إِذا غضَّت طرفها، ويقال: قد سجدت عينُها إِذا فتر نظرها، قال كُثيّر:
أَغَرَّكِ مِنَّا أَنَّ دَلَّك عِنْدَنا ... وإسجادَ عينيك الصَّيودَيْنِ رابِحُ
والسجود في غير هذا: الخشوع والخضوع والتذلّل؛ كقوله جلّ اسمه: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَنْ في السَّمواتِ ومَنْ في الأَرضِ والشَّمْسُ والقَمَرُ، فسجود الشمس والقمر على جهة الخشوع والتذلل. ومن هذا قوله: وإنَّ مِنْ شيءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِه، معناه أَن أَثرَ صنعة الله ﷿ موجودة في الأَشياء كلّها حيوانها ومواتها؛ فما لم تكن له آلة النطق والتسبيح وُصِف بذلك على جهة التشبيه بمن ينطق ويسبّح لدلالته على خالقه وبارئه، قال الشَّاعِر:
ساجدُ المُنخُر ما يرفَعْهُ ... خاشعُ الطَّرفِ أَصمُّ المُستَمَعْ
وقال الآخر:
بجَمْعٍ تَضِلُّ البُلْقُ في حَجَراتِهِ ... تَرَى الأُكْمَ مِنْها سُجَّدًا للحوافِرِ
وقال الآخر:
قدْ كان ذو القَرْنَيْنِ جَدِّي مُسْلِمًا ... مَلِكًا تَدينُ لهُ المُلوك وتَسْجُدُ

1 / 295