261

الأضداد

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

المكتبة العصرية

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الأدب
الجبلُ الشمس من أَن تلحقها في هذين الوقتين؛ فهي مستورة ممنوعة من الشمس بالجبل العالي عليها، وهذا التفسير يضارع التفسير الَّذي قبله. ١٦٠ - ومن الأَضداد أَيْضًا قول العرب للرجل: ما ظلمتُك وأَنت تُنْصِفني، يحتمل معنيين متضادّين: أَحدهما ما ظلمتُك وأَنت تظلمْني، بل مذهبك إِنصافي، واستعمال ما أَستعمله من تركِ الظلم لك، والجنَفِ عليك. والمعنى الآخر: ما ظلمتُك لو أَنصفتني؛ فأَما إذْ لم تنصفني فإِنِّي أُكافئك بمثل فعلك؛ وقول الله ﷿: ومَا كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، يفسَّر تفسيرين متضادّين: أَحدهُما: وما كان الله معذبَهم وأَولادُهم يستغفرون؛ أَي قد وقع له في علمه جلّ وعزّ أَنَّهُ يكون لهم ذريَّة تعبده وتستغفر لهم، فلم يكن ليوقع بهم عذابًا يجتثُّ أَصلَهم؛ إِذا علم ما علم من صلاح أَولادهم، وعبادتهم له جلَّ وعلا. والتفسير الآخر: وما كان الله معذِّبهم لو كانوا يستغفرون؛ فإِنَّهم مستحقُّون لضروب العذاب الَّتي لا يقع معها البوار والاصطلام، بل

1 / 261