فهذه التقنيات، التي تعد ضرورية للمنهج العلمي، ليست أقل أهمية في مجال فهمنا للحياة اليومية.
إن تصميم سميث على تطبيق التقنيات التحليلية يظهر جليا في جميع كتاباته، بدءا من «ثروة الأمم» وحتى «محاضرات في البلاغة والأدب الإبداعي»؛ ففي كتاب «ثروة الأمم»، يتعلق البحث بتحديد الدوافع البشرية التي تدعو إلى الإنتاج وتبادل المنافع، وتفكيكها إلى مكوناتها، بينما في الأطروحة يسبر سميث الأغوار النفسية للتواصل، ويحلل بنيتها ونمطها. (3-2) علم التواصل
في الواقع، يستحوذ نمط التعبير على قدر كبير من انتباه سميث، فهو يؤكد أن النمط الجيد يتصف بالإيجاز والملاءمة والدقة،
7
وأنه يجب أن ينقل شعور المتكلم أو الكاتب، وأن يكون دقيقا وواضحا وصريحا، ويرى أن الجمل القصيرة تساعد على الفهم،
8
وأن اللغة يجب أن تستثير التعاطف والقبول لدى المتلقي (وهذه الفكرة أساسية في كتاب «نظرية المشاعر الأخلاقية »).
ولأن التواصل مسألة نفسية، فإن سميث يشدد على أن الحجج المختلفة تتطلب تقنيات مختلفة، ويستعرض عددا من هذه التقنيات، بدءا من الخطاب «السردي» الذي يتطلب عرضا موضوعيا، إلى الحجج «التعليمية» التي تحتاج إلى شرح السبب والنتيجة، إلى أنواع مختلفة من العروض «الخطابية» التي يجب أن تخاطب العواطف. ويورد أثناء ذلك أمثلة تكشف عن معرفة استثنائية بالكتاب والمؤرخين الكلاسيكيين.
إن المفتاح في التواصل مع الناس يكمن في فهمهم في البداية؛ إذ إن البشر بطبيعتهم يجيدون هذا النوع من المشاركة الوجدانية، التي أتاحت تطور اللغة، بدءا من أولى محاولات التواصل وأكثرها بدائية، ووصولا إلى مؤسسة اجتماعية معقدة وذات منفعة كبيرة. (4) آراء سميث حول الحكومة والسياسة العامة
لم تصلنا «محاضرات في فقه القانون» إلا من خلال ما سطره طلبة سميث من ملاحظات.
صفحة غير معروفة