رامت القوة القصوى أن ترقي الطبيعة، فاستخرجت من السديم أرضا، ومن الأرض حياة ومن الحياة شعورا، ومن الشعور قلبا ومن القلب حبا، فإذا بها تجد نفسها فيه، وهنا وقفت. •••
واغترت الطبيعة بارتقائها فحاولت أن تتجبر على القوة، فاستخرجت من الحياة نفسا، ومن النفس روحا ومن الروح ملاكا، فوجدته كتلة من حب. •••
ورامت الحياة أن تتفوق على القوة والطبيعة معا، فحولت نفسها إلى عقل والعقل إلى ذكاء، ولما رام الذكاء أن يطوف بين الأفلاك، ويخترق أعماق المادة ليتفهم نواميس الطبيعة، ويستخدمها لإسعاد الحياة وجد نفسه لا يفهم إلا ناموس الحب. •••
ورامت النفس أن تنافس الجميع، فكست نفسها بالضمير، ثم حلته بالفضيلة فوجدت أنها تحليه بالحب. •••
ومتى بلغ الرقي حيث ابتدأ استتم دائرته، والدائرة لا تقبل مزيدا. •••
الحب وقوة القوى سر واحد. •••
القلب آلة الحب وبه يفعل الحب ما يشاء.
يخترق قلوب الجبال ويطير بأجنحة من بخار، ويمشي على اللجج ويسرع مع البرق، ويسبح في الأثير، ويقيم العروش ويدحرج التيجان، ويثير الحروب ويبسط السلام على الخليقة. •••
إذا استطعت أن تستنزل ملاكا إلى الأرض، أو أن يستصعدك ملاك إلى السماء، فاعلم أنك تحب.
إذا استطعت أن تعصي فؤادك فلست تحب. •••
صفحة غير معروفة