لم تبق حاجة في نفس القارئ سوى أن يعلم ماذا انتهت إليه أحوال أشخاص هذا التاريخ، أما فهيم رماح الذي اكتشف القارئ أخيرا أنه هو سليمان الخزامي ابن الأمير إبراهيم الخزامي، فقد حوكم بتهمة تجريعه الدواء للفتاة دعد التي أغواها حتى أجهضت، وأسقطت جنينها وماتت على أثر الإجهاض، وحكم عليه بالسجن 15 عاما، وحكم على أمها ماري الجهوري بالسجن 7 سنين؛ لأنها وافقت فهيما على تجريع ابنتها الدواء، وأما الدكتور صديق الهيزلي فلما لم تجد النيابة شهودا تثبت عليه التهمة حفظت أوراق قضيته، وأما جميل مرمور ونديمة الصارم فلما علما بوقوع فهيم في المصيبة هجرا القاهرة إلى بلدة أخرى، كخليلين بعد أن كنزا من فضلات ثروة فهيم ما كنزا.
وحدث في تلك الأثناء أن السلطان أعلن الدستور في تركيا، فأعلن جورجي ويوسف أنفسهما الأول باسمه الأمير خليل الخزامي، والآخر باسمه الأمير يوسف الخزامي، وبرحا إلى دمشق لاستخلاص ما بقي من ثروة الخزامي، بعد أن بدد سليمان وفضل ابنا إبراهيم منها ما بددا، وبعد أن حولا منها ما حولا إلى مصر باسم فهيم رماح كما علم القارئ.
وبعد أن وضع الأمير خليل يده على الثروة، التي أوصى بها أبوه لحفيديه عاد إلى مصر، حيث احتفل بزفاف ليلى إلى يوسف.
أما هيفاء فكانت بعد حين نصيبا صالحا لنجيب المراني، الذي ربيت معه ليلى كأخته.
وهكذا شاءت الأقدار أن تجمع شمل جانب من أسرة الخزامي، بعد أن تشتت، وأن تشتت شمل الجانب الآخر بعد أن كان متجمعا ومتعاونا على الكيد والفجور.
صفحة غير معروفة