وهذا الحديث مؤكد لقوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (١) .
ويؤكد ابن مسعود ﵁ ما سبق من الآية والحديث قائلًا: "إن الله نظر فى قلوب العباد، فوجد قلب محمد ﷺ خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر فى قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه ﷺ يقاتلون عن دينه " (٢) .
يقول الإمام الآمدى (٣): " واختيار الله لا يكون لمن ليس بعدل " (٤) .
_________
(١) الآية ٢٩ من سورة الفتح.
(٢) أخرجه أحمد فى مسنده ١/٣٧٩، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد ١/١٧٨ رواه أحمد ورجاله موثقون. ورواه ابن عبد البر فى مقدمة الإستيعاب ١/١٢، ١٣.
(٣) هو: على بن أبى على بن محمد بن سالم الثعلبى، المكنى بأبى الحسن، الملقب بسيف الدين، كان فقيهًا أصوليًا منطقيًا، حسن الأخلاق، فصيح اللسان بارع البيان. من مصنفاته: الإحكام فى أصول الأحكام، ودقائق الحقائق فى الحكمة، مات سنة ٦٣١هـ. له ترجمة فى: وفيات الأعيان ٣/٢٩٣ رقم ٤٣٢، وطبقات الشافعية لابن السبكى ٨ /٣٠٦ رقم ١٢٠٧، والبداية والنهاية ١٣ /١٤٠.
(٤) الإحكام فى أصول الأحكام للآمدى ٢/٨٢.
1 / 25