وما هذه المنة من ربهم ﷿ إلا بيان لعباده مؤمنهم وكافرهم إلى قيام الساعة؛ بعظم مكانة من اختارهم لصحبة سيد أنبيائه ورسله ﷺ، وأن التجريح والقدح فى تلك المكانة والعدالة إنما هو تجريح وقدح فيمن بوأهم تلك المكانة، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس!!!
نعوذ بالله ﷿ من الخذلان.
ثانيًا: دلالة السنة المطهرة على عدالة الصحابة ﵃:
لقد وصف النبى ﷺ أصحابه بالعدالة، وأثنى عليهم فى أحاديث يطول تعدادها منها:
١- قوله ﷺ:"ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب" (١) "ففى هذا الحديث أعظم دليل على أن الصحابة كلهم عدول ليس فيهم مجروح، ولا ضعيف إذ لو كان فيهم أحد غير عدل، لاستثنى فى قوله ﷺ وقال: "ألا ليبلغ فلان منكم الغائب" فلما أجملهم فى الذكر بالأمر بالتبليغ لمن بعدهم، دل ذلك على أنهم كلهم عدول، وكفى بمن عدله رسول الله ﷺ شرفًا " (٢) .
_________
(١) أخرجه مسلم (بشرح النووي) كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض ٦/ ١٨٢ رقم ١٦٧٩، والبخاري (بشرح فتح الباري) كتاب التوحيد، باب قال الله تعالى ﴿وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة﴾ ١٣ / ٤٣٣ رقم ٧٤٤٧ من حديث أبى بكرة ﵁.
(٢) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ١/٩١.
1 / 23