١- قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (١) ووجه الاستدلال بهذه الآية على عدالة الصحابة ﵃ أن وسطًا بمعنى "عدولًا خيارًا" (٢)، ولأنهم المخاطبون بهذه الآية مباشرة (٣) . وقد ذكر بعض أهل العلم أن اللفظ وإن كان عامًا إلا أن المراد به الخصوص، وقيل: "إنه وارد فى الصحابة دون غيرهم (٤) .
٢- وقوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (٥) ووجه دلالة هذه الآية على عدالة الصحابة ﵃ أنها أثبتت الخيرية المطلقة لهذه الأمة على سائر الأمم قبلها، وأول من يدخل فى هذه الخيرية المخاطبون بهذه الآية مباشرة عند النزول، وهم الصحابة الكرام ﵃، وذلك يقتضى استقامتهم فى كل حال، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة، ومن البعيد أن يصفهم الله ﷿ بأنهم خير أمة ولا يكونوا أهل عدل واستقامة، وهل الخيرية إلا ذلك؟
_________
(١) الآية ١٤٣ من سورة البقرة.
(٢) ينظر: جامع البيان للطبرى ٢/٧، وتفسير الرازى ٤/٩٧، والجامع لأحكام القرآن ٢/١٥٤، وتفسير القرآن العظيم ١/١٩٠.
(٣) ويؤيد ذلك ما أخرجه الترمذى فى سنته عن بهز عن حكيم عن أبيه عن جده أنه سمع النبى ﷺ يقول فى قوله: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" قال ﷺ إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" أ. هـ أخرجه الترمذى كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة آل عمران ٥/٢١١ رقم ٣٠٠١، وقال الترمذى: هذا حديث حسن.
(٤) ينظر: الكفاية ص ٩٣.
(٥) الآية ١١٠ من سورة آل عمران.
1 / 20