26

فأورثنا مآثرنا بنينا (14) الخنساء (توفيت سنة 24ه)

اسمها تماضر بنت عمرو بن الشريد، ينتهي نسبها لمضر، والخنساء لقب غلب عليها، وقد أجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها، ووفدت على رسول الله

صلى الله عليه وسلم

مع قومها فأسلمت معهم، وكان رسول الله

صلى الله عليه وسلم

يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: هيه يا خناس. ولما بلغها استشهاد بنيها الأربعة يوم القادسية بعد تحريضها لهم على القتال قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني معهم في مستقر رحمته! (15) سيدنا حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه

جده المنذر الخزرجي، ويكنى أبا الوليد، وهو من فحول الشعراء، وقد قيل إنه أشعر أهل المدر، وكان أحد المعمرين المخضرمين، عمر مئة وعشرين سنة نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام، وكذا أبوه وجده وأبو جده، لا يعرف في العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد وعاش كل منهم 120 سنة غيرهم. وعن أبي عبيدة قال: فضل حسان بن ثابت الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي

صلى الله عليه وسلم

في النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام، وفضله أوسع من أن تحيط به التآليف، وكانت وفاته بالمدينة المنورة قبل الأربعين من الهجرة في خلافة سيدنا علي - رضي الله تعالى عنه. (16) الأخطل (توفى سنة 712م)

هو أبو مالك غياث بن غوث بن الصلت، من تغلب. قال أبو عبيدة: إن سبب تلقيبه بالأخطل أنه هجا رجلا من قومه فقال له: يا غلام، إنك لأخطل (أي سفيه). وكان نصرانيا من أهل الجزيرة، ومات على دينه مع مخالطته لملوك المسلمين وأمرائهم وحظوته لديهم. وهو وجرير والفرزدق من طبقة واحدة وإن اختلف الناس في التفضيل بينهم، وقد عاشوا كلهم في زمن واحد، وإن كان الأخطل أكبرهم سنا، وقد كان يفضل الأعشى في الشعر على نفسه. وقال جرير وقد سأله ابنه عن الأخطل: أدركته وله ناب واحد، فلو أدركت له نابين لأكلني. ومما يحكى عن الأخطل أنه طلق امرأته وتزوج بمطلقة أعرابي، فبينا هي معه إذ ذكرت زوجها الأول فتنفست، فقال:

صفحة غير معروفة