أدبيات اللغة العربية
تصانيف
تبتدئ بخلافة أبي جعفر المنصور وتنتهي بمنتصف القرن الرابع تقريبا، فهي نحو 200 سنة، وهي المدة التي صعدت فيها العلوم والآداب إلى ذروة مجدها وأوج عزها، وفاضت فيها ينابيع المعارف على جميع البلاد الإسلامية، فأينعت جنانها، ودنت للقاطفين أفنانها. وفيها أشرقت شموس الأئمة المجتهدين وأجلاء المحدثين وكبار علماء الدين وأئمة العربية وفحول الشعراء وأعاظم الكتاب ورجال الأدب، وغيرهم من أساطين العلماء.
المدة الثانية:
تتلاقى مع المدة الأولى في نهايتها، وتنتهي بسقوط الدولة العباسية سنة 656، وفي هذه المدة ضعف أمر الخلافة العباسية باستيلاء الديلم والسلجوقيين على السلطة، ولم يكن هؤلاء الأعاجم يعرفون من قدر العلم كما كان يعرف الخلفاء من العرب؛ ففترت الهمم بعض الفتور، واقتصر كثير من أهل العلم على النظر في كتب من قبلهم ووشوها بالحواشي. غير أنه نبغ في هذه المدة عدد كبير في كل علم وفن لا سيما العلوم الرياضية والفلسفية، وكان ذلك من أثر تلك الجذوة التي اشتعلت في المدة الأولى، ولم يخمدها ضعف الخلفاء بل بقيت بعدهم زمنا يقتبس منها المقتبس حتى أطفأها التتار في بغداد والبلاد التي استولوا عليها من آسية، ثم دخلوا في الإسلام فتألق بعض وميضها كما سبق.
المدة الثالثة:
تبتدئ بسقوط الدولة العباسية وتنتهي باستيلاء محمد على باشا على مصر سنة 1220، وفي أول هذه المدة أعدمت المعارف العربية في بلاد فارس وما وراء النهر، وبقيت زاهية في مصر قليلا بفضل الجامع الأزهر كل هذه المدة، وكذلك في بلاد المغرب في دولة السعديين والأشراف بعدهم، وفي أواخر هذه المدة كانت العلوم العربية في آخر رمق من حياتها، ولكن كان يلوح في أثناء ذلك الزمن بصيص من نور العلم والعرفان ثم يختفي، فقد ظهر من أكابر العلماء أبو الفداء وابن خلدون والمقريزي وابن حجر والسيوطي وابن منظور صاحب «لسان العرب» والمجد صاحب «القاموس» وابن الوردي الفقيه.
المدة الرابعة:
تبتدئ باستيلاء محمد علي باشا على مصر، وفي هذه المدة أخذت المعارف والآداب تدب فيها الحياة وتنمو في مصر والشام بفضل ما طبع وألف من الكتب المختلفة النافعة. (10) امرؤ القيس (المتوفى سنة 566م)
هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وأمه فاطمة، وقيل: تملك بنت ربيعة بن الحارث أخت كليب ومهلهل، وقد ذكرها في قوله:
ألا هل أتاها والحوادث جمة
بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا
صفحة غير معروفة