============================================================
لغتهم من البادية التى لم تختلط فيها الآلسن بغيرها ، ولعنة الله على ظروف تنسينا ذلك وتجعلنا تأخذ لغتنا- وإن شئت فقل أصول ديننا - من أبناء بهود، أو ممن تتلمذوا على أيديهم، وهم - مهما تذرعوا بالبحث العلمى واختفوا وراء تلك الراية- لن يكونوا اكئر منا حرصا على تاريخنا ولغتنا وديننا من التشويه والتحريف والتضييم من هذا المنطلق - وإن شئت فأضف إليه التعصب لما نقوله عن أنفسنا، لا ما يقوله غيرنا عنا - أجدنى مستريحا إلى أن أولى وجهى نحو تراثنا أستخرج كنوزه ، ويكون هو مقصدى الأول فى البحث، فإن جاء شىء مما قال الأعاجم بعد ذلك فإنما يكون بمثابة تأكيد لما قلته من أنهم على مائدتنا بعيشون، ولكهم بمتازون عنا بأنهم يزينون ما يقولون، أو يعرضون بضاعتهم عرضا جيدا وفى سبب تسمية هذه البقعة باسم حلب: بذكر لنا ياقوت رآيين لا بخلوان من الحقيقة أو جزء منها فيقول (1) فى الأول: "قال الزجاجى : سميت حلب لأن ابر اهيم عليه السلام كان بحلب فيها غمه فى الجمعات ويتصدق به، فيقول الفقراء: حلب حلب فسى به 7 ولكته يعترض على هذه التسمية، وبحاول إيجاذ مخرج للاعتراض فيقول (2) : "قلت أنا: وهذا فيه نظر ؛ لأن ابر اهيم عليه السلام وأهل الشام فى أيامه لم يكونوا عربا، إتما العربية فى ولد ابنه اسماعيل عليه السلام، وقحطان ، على أن لإبراهيم فى قلعة حلب مقامين يزار ان إلى الآن ، فإن كان هذه اللفظة أعنى حلب أصل فى العبرانية أو السريانية لجاز ذلك ، لأن كثيرا من كلامهم يشبه كلام العرب لا يفارقه إلا بعجمة يسيرة !.
واعتراض ياقوت على هذه التسمية وجيه كل الوجاهة، ومحاولته الخروج من مأزق الاعتراض أكثر وجاهة، لأنه علق اقتناعه بالتسمية (1) انظر في معجم البلدان (حلب) ، وصبح الأعشى ،/116.
(2) معجم البلدان (حلب)
صفحة ٧